روائع مختارة | قطوف إيمانية | عقائد وأفكار | في غفلة.. منا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > عقائد وأفكار > في غفلة.. منا


  في غفلة.. منا
     عدد مرات المشاهدة: 1861        عدد مرات الإرسال: 0

كثيرا ما يطرح السؤال نفسه هل نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة؟ أمّ أننا في حرب باردة ثانية؟ أم أننا في حرب ساخنة حامية الوطيس مع الآخر على إثبات هوية ذاتنا وحفظها من التشويه؟

مما لا شك فيه أنه في عصر العولمة أصبح للإعلام أهمية بالغة إذ يلعب الدور الرئيس في الاتصال بالجماهير وفي التطوير الاجتماعي وتغيره إضافة إلى كونه يمثل لدى شريحة عريضة من العالم مادة تثقيفية ومن هذا المنطلق أصبح أداة محورية في الحرب الساخنة ضد الإسلام بوصفه الأساس في قوة المسلمين والحفاظ على هويتهم.

وقد أشارت بروتوكولات حكماء صهيون إلى أنه لا سبيل للسيطرة على العرب و المسلمين إلا بإضعاف جانب تمسكهم بمصدر قوتهم لذا فقد دعا أدم وايزهاوبت مؤسس الماسونية إلى السيطرة على الإعلام لما له من إمكانية في تخريب النظم و العقائد.

في ظل هذا السلاح الخطير تغيرت آلية الحرب فباتت تعتمد على منطلق أن تجعل خصمك يقتل نفسه بنفسه بدلا من أن تكلف نفسك عناء قتله، وبذلك فإن الإعلام المبرمج بالدراسات النفسية لتدمير الآخر أصلح سلاح لبلوغ الهدف ومن ثمَّ فقد عمدوا إلى التحرك في اتجاهين علينا ولنا.

فعمدوا إلى تشويه صورتنا بما روجوه عنا من أكاذيب وخلط و اختلاق في مقالاتهم و كتابتهم من أمثال كتابات فلاتشى، كما عمدوا إلى تقديم كل غث ورذيل من أفلام عارية ودعايات كاذبة يتم حشوها في عبوات الفن الماكر ولهذا الجانب دوره في تدمير الوعي والإحساس بالهوية والانتماء.

فالفيديو كليب الذي يلوث عقول الشباب والمشاهد الخليعة التي تبلد إحساسهم أشد فتكا من القنابل العنقودية وأمد تأثيرا من القنابل الذرية إن هذا المدمر يغزو العقل في غفلة منا يتلفه ويعمد إلى برمجته من جديد على الهيافة و الكسل و السلبية وهذا ذاته أكثر ضراوة من القتل.

ومن هذا المنطلق وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار سور برلين وأحداث الحادي عشر من أيلول سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى وضع قوانين عدة منها قانون باتريوت الذي يسمح بمراقبة الإعلام لحفظ الأمن الداخلي وقام الاتحاد الأوربي بإسقاط قناة المنار الفضائية من القمر الصناعي الأوربي لبثها لمسلسل الشتات.

ولابد لنا للصمود لا لكسب هذه الحرب التي يمتد أثرها إلى عدة أجيال أن يتحول الإعلام العربي و الإسلامي إلى صوت صارخ يسهم في فطام ذوق الجماهير من المسلسلات الترفيهية التي لا تعني شئ سوى قتل الوقت و كأنما أصبح الوقت هو العدو في هذا العالم الذي اختلط فيه الأمر في كل شئ حتى في اللحى فأصبحت ترى العديد منها.

ولا تعرف ما تحتها فالمشايخ لهم لحى و مطربو الديسكو و الوجوديون و الشيوعيون و الهيبز ومدمنو المخدرات و القساوسة و الحاخامات لهم لحى وفي هذا الخضم من الخلط وفي غفلة منا خلطت الأوراق ووزعت بشكل جديد فزيف اليهود حقائق المحرقة و روجوا لها في عدة وسائل كان أشدها تأثيرا على العالم فيلم قائمة شلندر أما اليميني المتطرف من العالم الغربي.

فقد أخذ يضرب على وتر الإرهاب مخلطا إياه بالإسلام ومروجا له في عدة أفلام منها مملكة السماء و الخضوع و الذل و الاستسلام. . وغيرها ولكل هذا وذاك فإنه قد أصبح من الضروري أن يضع كل منا مرشحا على أذنيه وعدسات مكبرة للخفايا على عينيه ليغربل كل المشاهد والأقوال.

ولا يكفي ذلك بل يجب أن يقيم أكشاك للحراسة على كل مداخل حواسه ويحول عقله من قارئ إلى ناقد إذ بات من الواجب ألا نصغي في استسلام و حسن نية بل يجب أن نصغي في شك وارتياب وتحسب إذ أن كل كلمة اليوم تلبس ظاهرا مزخرفا غير باطنها لذا يجب أن ننتبه ونستيقظ من غفلتنا.

الكاتب: حنان شلوف

المصدر: موقع الصفاء للصحة النفسية